الخميس، 26 نوفمبر 2009

هل فعلا مات جيفارا؟

هل فعلا مات جيفارا؟

تساؤلات

المهندس

خالد بطراوي

في تاريخ العالم الحديث هناك الثائر تشي جيفارا الأرجنتيني المولد الذي عاش نحو أربعين عاما، قضى معظمها متنقلا من هذه الثورة الى تلك في تقريبا معظم مناطق أمريكا اللاتينيه، هذا الرمز لحرب العصابات طويلة الأمد الذي أعتبر ملهما لكافة الشعوب المضطهدة ليس فقط في أمريكا اللاتينية بل وفي بقاع العالم قاطبه.

ويذكر التاريخ أيضا أنه جيفارا قد اغتيل في التاسع من تشرين الأول من العام 1967 على يد الجيش البوليفي ومستشارو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويومها كان الحدث الأبرز في العالم ورثاه الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم في قصيدته " جيفارا" التي غناها الشيخ امام.

يصف الشاعر أحمد فؤاد نجم لحظة نشر الخبر، فقد أعلن الجيش البوليفي عبر شاشة التلفاز أنه قد تمكن من قتل جيفارا ونشر صورة لجثته تأكيدا للخبر وقال عندها الشاعر أحمد فؤاد نجم " جيفارا مات... آخر خبر في الراديوهات... وفي الكنايس والجوامع ... وفي الحواري وفي الشوارع " وليس فقط في هذا الأماكن بل " وع القهاوي ... وع البارات " فقد انتشر الخبر كما النار في الهشيم.

ثم يمعن الشاعر أحمد فؤاد نجم في وصف الحالة بالقول بأنه قد كثرت الأوقاويل والاشاعات " واتمد حبل الدردشة والتعليقات" ثم أخذ أحمد فؤاد نجم في رثاءه بالقول " مات المناضل المثال... يا ميت خسارة ع الرجال" ووصف كيف مات فقال " مات الجدع فوق مدفعو جوّه الغابات" وقال أنه بموته قد جسد التطبيق العملي للمناضل الحقيقي فقد " جسد نضاله بمصرعه وعمّ السكات".

واستذكر هنا الشاعر أحمد نجم أن جيفارا قد مات بصمت فقال " لا طبالين يفرقعوا ولا اعلانات" ملمحا بذلك الى كيفية التعامل مع حادثة وفاة شخص " مهم" عندما تكثر اعلانات النعي في الصحف وتكثر حلقات العزاء.

ويخاطب أحدم فؤاد نجم الطبقة المخملية في المجتمع وبضمنهم " المثقفين الثوريين" بالقول " ايه رأيكم دام عزكم يا أنتيكات ، يا غرقانين في المأكولات والملبوسات، يا دفيانين ومولعين الدفايات، يا محفلطين يا ملمعين يا جيمسات " ويصفهم بالقول " يا بتوع نضال آخر زمن في العوامات" وهو يقصد بذلك من نسميهم حاليا " المثقفون الثوريون" الذين يعرفون النضال من خلال الصالونات السياسية والذين يحرصون على تلميع أحذيتهم ولبس بدلات " السموكنج".

ثم ينتقل أحمد فؤاد نجم الى وصف اللحظات الأخيرة في حياة جيفارا فقال متحسرا " عيني عليه ساعة القضى من غير رفاقو تودعو" وهو بذلك يقول أنه لحظة اغتياله وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة كان لوحده ولم يكن معه أي من رفاقه لوداعه، وربما كان يئن ويطلق أنينه فقط لرب الأرض والسماء " يطلع أنينو للفضا ... يزعق ولا مين يسمعوا" ويضيف أحمد فؤاد نجم بالقول بأن جيفارا ربما صرخ متألما أو من لسعة الرصاص في أمعائه أو ربما ابتسم أو ضحك مستهزئا من قاتليه، أو ربما أرتعش رعشه الموت أو ربما تفوه بكلمة أخيرة مودعا كافة الجياع في العالم أو ربما وجّه وصيته الأخيرة لم يحمل من بعده قضية النضال التحرري والصراع الطبقي "يِمْكِنْ صَرَخْ مِنِ الألمْ ، مِنْ لسعةِ النّار في الْحَشا، يِمْكِنْ ضحِكْ، وَلاّ ابْتَسَمْ ، وَلاّ ارْتَعَشْ، وَلاّ انْتَشى، يِمْكِنْ لَفَظْ آخر نَفَسْ ، كِلْمِة وِداعْ، لاجْل الجيـاعْ، يِمْكِنْ وَصيَّـة، لِلِّي حاضْنين الْقَضيَّة، في الصّـراعْ".

ويضيف أحمد فؤاد نجم أنه يوجد الكثير من الصور للحظات جيفار الأخيرة " صور كتير ملو الخيال والف مليون احتمال" لكنه يضيف مؤكدا " لكن أكيد ولا جدال جيفارا مات موتة رجال ".

ثم يخاطب أحمد فؤاد نجم طبقة الكادحين والمعتقلين المقيدين بالسلاسل بالقول " يا شغالين ومحرومين، يا مسلسلين رجلين وراس " ويقول لهم " خلاص خلاص ، مالكوش خلاص غير البنادق والرصاص " مؤكدا أن هذا هو منطق العصر السعيد " دا منطق العصر السعيد عصر الزنوج والآمريكان" حيث أن " الكلمة للنار والحديد" أما العدل والحق " والعدل أخرس أو جبان" .

ويخطاب أحمد فؤاد نجم كافة المقهورين في العالم داعيا اياهم الى التمرد بالقول " صرخة جيفارا ... يا عبيد في أي موطن أو مكان ، مفيش بديل ، ما فيش مناص " ويؤكد أحمد فؤاد نجم بضرورة الاستعداد " يا تجهزوا جيش الخلاص ... يا تقولوا ع العالم خلاص".

ونعود هنا للتساؤل في عنوان هذه الكتابه، هل فعلا جيفارا مات؟ وهل فعلا تشرذم جيش الخلاص؟

أترككم مع كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم وبالامكان سماع أغنية الشيخ امام على الرابط التالي :-

http://www.youtube.com/watch?v=tqnyhP7N0rs

جيفارا مات

جيفارا مات

آخر خبر في الرّاديوهات

وْفي الكنايس

والجوامع

وْفي الحواري

والشوارع

وْع القهاوي وْع البارات

جيــفارا مـات

واتْمَدّ حبل الدّردشه

والتّعليقات

مات المناضل المثال

ياميت خسارة عْلَى الرجال

مات الْجَدع فوق مدفعو

جوَّه الغابات

جسّد نضالو بْمَصْرَعو

وْعمّ السّكات

لا طبّالين يْفَرقعوا

وْلا إعلانات

إيه رأيكمْ

دام عزِّكُم

ياأنْتيكــات

يا غرقانين في الْمأكولات

وِالملْبوسات

يا دافْيانين

وِمْولّعين الدّفّايات

يا مْحَفْلطين يا مْلمّعين

ياجيمِسات يا بْتُوع نضالْ آخر زمَنْ في العوامات

*

ما رأيكمْ؟؟ دام عزِّكم!!

جيفـارا مات..

لاطنْطَنة

وْلا شَنْشَنَة

وْلا إعلانات واسْتِعْلامات

عيني عليه ساعة الْقَضى

مِنْ غير رِفاقو تْوَدَّعُو

يِطْلَـع أنينو لِلْفضـا

يِزْعَـق وَلا مينْ يِسْمعو

يِمْكِنْ صَرَخْ مِنِ الألمْ

مِنْ لسعةِ النّار في الْحَشا

يِمْكِنْ ضحِكْ

وَلاّ ابْتَسَمْ

وَلاّ ارْتَعَشْ

وَلاّ انْتَشى

يِمْكِنْ لَفَظْ آخر نَفَسْ

كِلْمِة وِداعْ

لـَ اجْل الجيـاعْ

يِمْكِنْ وَصيَّـة

لِلِّي حاضْنين الْقَضيَّة

في الصّـراعْ

صِوَرْ كِتيـر مَلُّـو الخيــال

وْألْفِ مِلْيون احْتِمـال

لَكِنْ

أكيــــــــد

وْلاجِــدال

جيفارا مات

مُوتِةْ رجــال

ياشغّالين وْمَحْرومين

يا مْسَلْسَلين رِجْلين وِراسْ

خَلاص.. خَـــلاصْ

مالْكُوشْ خَلاص

غيرْ بِالْبَنادِق وِالرِّصـاص

دا منطق العصر السعيد

عصر الزنـوج والأمريكـان

إلْكِلْمَه للنّـار وِالْحَديـد

وِالْعَدْل أخرس أو جبـان

صرخِةْ جيفــارا.. يا عبيــد

في أيِّ مَوطِن أو مكـان

مافيش بديـل

مافيش مناص

يا تْجَهِّزوا جيش الْخَلاص

يا تْقـُولـُوا:

عَ العــالم خــلاص

ليست هناك تعليقات: