الخميس، 26 نوفمبر 2009

مايكل جاكسون

مايكل جاكسون

بقلم

المهندس خالد بطراوي

في الخامس والعشرين من حزيران لعام 2009 طويت صفحة من أسموه " ملك البوب" المغني مايكل جاكسون بعد أن أصيب بنوبة قلبية حاده نقل على أثرها إلى المستشفى الجامعي بلوس أنجلوس حيث بذل الأطباء قصارى جهدهم في الحفاظ على حياته الا أن ارادة الخالق المولى نقلته بين يدي الرحمن.

شخصيا لا أعرف عن موسيقاه الكثير، وربما لو عرفت لما "استطعمتها" نظرا للسجل التاريخي الحافل لهذا المغني حيث أنني أختلف واياه في مجموعة المثل والقيم التي يحيا من أجلها الانسان.

وعلى الرغم من أن مايكل جاكسون شارك 1985 في كتابة الاغنية الخيرية We Are The World التي ذهبت جميع ارباحها إلى محاربة المجاعة في القارة الأفريقية، الا أن ذلك لم يجعلني أغير اعتقادي بان هذا المغني قد عاد الى جادة الصواب وامتثل للقيم التي يحيا من أجلها الانسان.

في السياق التاريخي فقد ولد مايكل جاكسون لأسرة متوسطة الحال، ومن الطبيعي جدا أن يكافح الفرد لتحسين ظروفه، لكن أن يستأثر بهذا النجاح لذاته فقط ويقوم بتوزيع " الفتات" على من ذاق واياهم شظف العيش فهذا يندرج تحت باب الذاتية المفرطة وهنا أولى اختلافاتي مع مايكل جاكسون وغيره، اذ أن احدى قيم الحياة أن تعمل أيضا لأجل الأخرين.

ثم جاء المظهر الذي يظهر به مايكل جاكسون من حيث لباسة وطريقة حديثه ومشيته التي تحاكي النساء ولا أعرف لماذا يطرب لها البعض فكيف لنا أن نستوعب تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال ونفسر ذلك ونبرره على أنه من باب " الحرية الشخصية".

وان كنت أحترم القضاء الا أنني داخليا لم أكن مقتنعا بترئة مايكل جاكسون ( عام 2005) من تهم التحرش الجنسي بقاصر ومحاولة اعطاءه كحول، فقد رافقت التحقيقات التي استبقت حكم المحكمة مجموعة من القرائن والدلائل الظرفية التي تشير الى جنوح مايكل جاكسون نحو الشذوذ.

أما عن رسالة الفن والتي تتمثل في احداث التغيير، فما هو التغيير الذي أحدثته موسيقى مايكل جاكسون؟ أم أن هذا الايقاع قد أضحى "مخدرا" لجيل الشباب يدفعهم للابتعاد عن استنباط واستنهاض قدراتهم لاحداث التغيير في مجتمعهم فجاءت أعماله " تنفيسية" تماما كأشعار الشاعر العراقي مظفر النواب في السبعينات واعمال الفنان دريد لحام وكذلك مسلسل " أبو عواد". لقد افتقدت هذه الأعمال شرارة التغيير فتحولت الى "تفريغ شحنات" ليس الا.

وجاءت حياة مايكل جاكسون الأسرية مفككه للغاية تخللها قضايا رفعت أمام المحاكم، فقد ارتكزت حياته الأسرية على المادة وانتفى من خلالها مفهوم " السكينة" في الحياة الزوجية.

والان يدور الجدل الكبير حول ظروف وملابسات وفاة مايكل جاكسون ولا يلوح في الافق أن المحيطين به يتمنون لمايكل جاكسون الراحة الأبدية.

امام ذلك كله، هل أحزن لوفاة مايكل جاكسون؟

بالتاكيد فهو في النهاية انسان، لكنني أيضا أحزن لاجله، فقد كان بامكانه أن يساهم في احداث التغيير لكنه – لشديد الاسف- ظل حبيسا لذهنية ذاتية مقفلة لا ترى الا ذاته فاضحى حبيسا لها وبذلك فشل.

ليست هناك تعليقات: