الخميس، 26 نوفمبر 2009

جديد باب الحارة 4

جديد باب الحارة (4)

بقلم

المهندس

خالد بطراوي

ربما اتضحت الاتجاهات التي يسير فيها المسلسل السوري " باب الحارة" في جزءه الرابع خاصة بعد مضي حوالي ثلثي حلقاته لرمضان من هذا العام (2009). وكنا فيما مضى كتبنا معبرين عن رأينا بهذا المسلسل تحت عنوان " لا حارة لباب الحارة".

أما الان فالصورة قد اختلفت بعض الشىء، فقد أصبحت هناك حارة " لباب الحارة" وربما استفاد معدي هذا المسلسل من كافة الملاحظات والكتابات التي كتبت عن " باب الحارة".

لكن ما الجديد في "باب الحارة – 4"؟

لقد طرأت مجموعة من المستجدات على باب الحارة منها الايجابية ومنها السلبية، من بينها من الناحية الفنية ظهور بعض الشخصيات الجديدة حيث يلعب دورها ممثلين ناشئين لديهم من القدرات الابداعية ما يبشر بالخير لصناعة السينما السورية. أما بالنسبة للمؤثرات السمعية والبصرية فقد طرأ أيضا تطورا ملحوظا في توظيفها لصالح المسلسل ما يعكس اهتماما متزايدا نحو التطوير.

أما من ناحية المضمون فقط بدأ دور المرأة يبرز في حركة المجتمع وبضمنها في حركة النضال ضد الاستعمار، وفي ذات الوقت بدأت الشخصيات التقليدية تتراجع أمام ظهور جيل الشباب الواعي، مع ما رافقه من بروز لدور المرأة. كما وبدأ يظهر أن من كان هامشيا في المجتمع لقادر على أن يلعب ولو أبسط الأدوار أثناء الشدائد فنراه يوزع المواد التموينة والكاز ويقوم بايصال المعلومات من هذا الشخص لذاك وهكذا دواليك.

كما وبدأ العامل الديني يتبلور في المسلسل من خلال اظهار اللحمة الاسلامية المسيحية في النضال الوطني تأكيدا على أن الشعب العربي بمسلميه ومسيحيه قد انهمك في النضال ضد الاحتلال فترة التحرر الوطني.

ومن الملاحظ أنه مع انصباب اهتمام عائلات " باب الحارة " بالأمور الوطنية العامة تراجعت نسبة المشاكل بين العائلات وفي داخل العائلة الواحدة وكأن المجتمع برمته يوفر طاقاته لمناهضة الاحتلال.

أما من سلبيات المسلسل فاننا نرى أن هناك عمليات اقحام تحاكي الوجدان العربي وتدغده كأن يجري اشراك فلسطينيين في مسألة مقارعة الاحتلال بطريقة مقحمه اقحام وليس بهذا البعد التاريخي الاستراتيجي. ومن السلبيات أيضا تضخيم الحدث وتصوير الشخصيات على أنها أبطال بالمطلق وليس شخصيات لها عمقها الانساني فالبعض مثلا قادر على أن يصمد في زنزاين الاحتلال والبعض الآخر غير قادر.

مع ما تبقي من حلقات الجزء الرابع من مسلسل " باب الحارة" وما قد يتعبه من أجزاء فان الملامح باتت واضحة تتجه نحو فترة الاحتلال الفرنسي وما تبعه من نهوض ووعي قومي عربي وربما تشكيل الأحزاب وبضمنها حزب البعث وهو الحزب الحاكم حاليا الذي يطرح أحد أهم شعارات القومية العربية " أمه عربية واحدة ذات رسالة خالدة".

خلاصة القول أن الهيكل العظمي لمسلسل "باب الحارة" بدأ يكتسي باللحم في جزءه الرابع وهي مسألة تدعو الى التفاؤل.

ليست هناك تعليقات: