الخميس، 26 نوفمبر 2009

نانسي عجرم في مقارعة الاحتلال

بسم الله الرحمن الرحيم

نانسي عجرم في مقارعة الاحتلال

بقلم

المهندس

خالد بطراوي

فلسطين

في لمسة اخراجية مميزة تبدأ الفنانة نانسي عجرم أغنيتها " لمسة ايد" بالقول قولا – وليس غناءا - أنها تتمنى أن يؤثر " النصر" في الوطن كما هو مؤثر على حياتها. ثم تبدأ بالحديث عن عملها بينما يعرض الفيديو كليب صورتها وهي تقلب صفحات كتاب أو ربما نوتة مذكرات، حيث تكشف لنا أو وظيفتها هي التقاط معاطف المترددين على ملهى ليلي يؤمه جنود "العدو" وتقول كم هو صعب أن تخدم العدو، لكنها مضطرة لذلك وستكشف لنا فيما بعد لماذا هذه الاضطرار.

ثم ينتقل الفيديو كليب الى معلومة اخرى على لسان نانسي عندما تقول لنا أن " حبيبها ناشط ضد الاحتلال " فيما هناك خلفية صوتية ربما لخطاب من زعيم عربي ما يهاجم الاحتلال الذي يهدف الى تفريق الأمة. وتقول نانسي أن حياة حبيبها " واقفة على استعادة الحرية" فيما يظهر الفيديو كليب مطبعة من الطراز القديم تطبع المواد الخاصة بالثورة. وهنا تقول لنا المخرجة من خلال الصورة أن المطبعة هي أحد أهم أركان أي ثورة. وتتابع نانسي مقدمة أغنيتها وقبل أن تغني بالقول أن مهمتها هي جمع المعلومات من خلال عملها في الملهى الليلي حيث ترصد أقوال ضباط الأعداء ولهذا جاء اضطرارها لهذا العمل ويساعدها في ذلك صديق يوصل لها المعلومات كتابة عبر" علبة كبريت". وتتابع نانسي قولها أن " حب الحرية قد وضعهما هي وحبيبها على مفترق طرق، اما أن يكونوا مع بعضهم البعض أو أن يفترقوا".

ثم وبعد هذه المقدمة يبدأ الفيديو كليب بعبارة كلامية أيضا نجحت المخرجة ليلى كنعان في الدخول بنا من خلالها الى الملهى الليلة بالقول " ان الليلة هي ليلة رأس السنة وأنه قد مضى على افتراق نانسي وحبيبها مدة عام" فندخل الى الملهى الليلي بصخبه والأغنية باللغة الفرنسية وهي تقصد الاحتلال الفرنسي، لتنطلق نانسي عجرم بأغنيتها بالقول " لمسة ايد برضى أكيد وبنسى انك كنت بعيد" وتتسأل " كيف بتوب الهوا مكتوب ، بقسم قلبي ثلاث قلوب " ، اما ما هي هذه القلوب فتقول نانسي عجرم " قلب بحبه، وقلب يذوب فيه وقلب يغار عليه".

تدخل نانسي الى الملهى الليلي وعينها مركزة فقط نحو علبة الكبريت على الطاولة وتغني " خذني بايدك خاف عليّ ، حسسني بوجودك فيّ، ما بعرف قيمة عينيّ غير لما يشوفوك" وهنا يكمن في كلمات الكاتب فارس اسكندر مجموعة من المعاني فهي أيضا رغم دورها النضالي الا أنها بحاجة الى الحبيب ليمسك بيدها، وأن يخاف عليها، وهي تتوجه لالتقاط عليه الكبريت التي ربما يكون أحد الضباط قد لاحظ أنها تفعل ذلك دوما وربما قد " نصب لها كمين" ليمسكها مسك اليد. وتطلب من حبيبها أن " يحسسها بوجوده داخلها" بمعنى أن يهتز كيانها ويمنحها القوة، تقول انها هي بنفسها قد بدأت تعرف قيمة عينيها فقط عندما أصبحت هذه العيون تراه. ويظهر الفيديو كليب جنديا من جنود الاحتلال وهو يراقب نانسي تلتقط الكبريته. ثم وعلى ايقاع الاغنية تنطلق نانسي نحو الهاتف لتبلغ الرسالة فيما هناك سيارة " مخابرات" تراقبها.

فتصل الرسالة عبر مكالمة هاتفية مع حبيبها وتظهر المخرجة كيف تتحول الرسالة الى مطبوعة من خلال آلة الطباعة، ثم تتحول المطبوعة الى تحرك للثوار فنرى اجتماع لحركة المقاومة، وتنطلق نانسي مغنية " اذا حدك ما بقيت، على كتفك ما غفيت ، يعني أنا ما عشت بعمري وع الدنيا ما جيت.

ينتقل الفيديو كليب الى لقاء يجمع نانسي مع حبيبها في جو مثلج وسيارة قديمة وتغني نانسي " وعدني تبقى العمر بقربي وعدني ما تفرقنا غربة أنا روحي وعيني وقلبي خلقوا تيحبوك" وتظهر المخرجة قصاصات صحف تتحدث عن عدد الشهداء ( 130 شهيدا) وعدد المعتقلين (150 معتقلا) وعن الاغتيال السياسي لقادة المقاومة.

وبينما تلتصق نانسي عجرم وسط الطريق بحبيبها تأتي فجأة سيارة لتتوقف قربهما وتختطف حبيبها بعد أن تضع " بطانية" على رأسة وتقف نانسي عاجزة عن فعل اي شىء وقد انقطعت أنفاسها. وتردد نانسي أغنيتها " خذني في ايدك خاف عليّ حسسني بوجودك فيّ ما بعرف قيمة عيني غير لما يشوفوك " على صوت – في الخلفية- لصافرة الانذار تعلن عن بدء نظام حظر التجول.

ويظهر الفيدو كليب قيام المحتل بتعذيب الحبيب بوضع رأسه في الماء بغية انتزاع الاعتراف وبغية احداث الم جسدي فيما يضحك ضابط الاحتلال ، لتعود بنا الاغنية الى بداية الفيديو كليب حيث نانسي تعطي المعطف ولمن؟ لتلك المرأة التي ترافق ذلك الضابط الذي قام بتعذيب حبيبها، وذلك من سخرية القدر.

تنتهي الاغنية بنانسي عجرم وهي تقول " وعدني" لينتهي الفيدو كليب على صورة الملهى الليلي وقد خلال من المترددين عليه وقد علته فوضى المكان.

يقول لنا الفيديو كليب والكلمات والأغنية وتقول لنا نانسي عجرم أن الطريق الى الحرية تتأتى فقط وفقط عبر مقارعة الاحتلال، كما وتقول لنا أيضا " نحن المناضلون أقدر الناس على العشق".

أما الجديد في الفيديو كليب أنه ربط ذلك كله بأحاسيس ومشاعر رقيقة واستعداد لامحدود للتضحية من قبل الحبيبين، من خلال علاقة كان أسمى ما فيها أنهما نذرا أنفسهما لمقارعة الاحتلال.

لذلك كله أيها الأحبة عليكم الاستماع ومشاهدة الفيديو كليب برؤيا جديدة ، رؤيا تناهض الاحتلال والذل والمهانة والخضوع لبسطار المحتل، فالهواء الذي يستنشقه المحبين هو فقط ذلك الممزوج بعبق الحرية، وهم على استعداد دوما لأن يعطوا كل الأكسجين الذي حولهم شريطة أن ينتهي الاحتلال.

لم يتبق عليكم أيها الأحبة الا أن تستمعوا لنانسي عجرم في " لمسة ايد" على الرابط التالي :-

http://www.youtube.com/watch?v=Q7-prmn9xzY

ليست هناك تعليقات: