الأحد، 16 مايو 2010

شيرين ... جرح تاني

شيرين ... جرح تاني

تعقيب

المهندس خالد بطراوي

يبدأ الفيديو كليب لأغنية شيرين " جرح تاني" بسيارة فخمة تقترب من حافة يابسة قرب شاطي للبحر أي بمعنى عند الخط الفاصل بين الشاطىء والبحر، ثم تترجل شيرين من السيارة فتقف عند بابها وتمسح دمعة وتسند رأسها على سقف السيارة وتبدأ موالها بالقول " جرح تاني" وتظهر حركات تأثرها لهذا الجرح. وتتابع " هو قلبي لسه طاب من الأولاني" بمعنى أنه سبق وأن كان هناك جرح لم يتماثل قلبها اثره للشفاء. وتتساءل في أغنيتها " أروح له تاني هو قلبي لسه ينسى جرحه الآولاني".

وبعد ذلك تبدأ شيرين بالهجوم المضاد لائمة نفسها بالقول " غلطت مرة وقلت عن الرخيص غالي". وأنا هنا لا أتفق معها أبدا، لأنه حتى لو حصل خلاف وشقاق وفراق، فيجب أن تبقى الذكرى الطيبة، لا أن نبدأ بطعن الشخص بوصفه بأوصاف حاطة بالكرامة بالقول " رخيص، خائن، انتهازي وهلمجرا" وتتابع شيرين الأغنية " جرحت قلبي وجرح القلوب غالي" وهنا تبرر السبب في وصف المحبوب السابق " بالرخيص" حيث جرح قلبها، لكنني لا أتفق معها بأنه حتى لو جرح قلبها جرحا عميقا غائرا - بلغة الأطباء- أن تبدا بتوجيه شتائم مباشرة وغير مباشرة، فهي أحبته بعمق ونقاء، فاذا كان قد تعامل بالعكس، فيجب أن لا تنحدر بحبها الى حيث يريد أن يجذبها. يجب أن تنأى بنفسها عن كل ذلك.

ثم ينتقل الفيديو كليب بنا الى شقة هذا الحبيب، لاخبارنا ما الذي حدث، فنرى شيرين وقد قرعت الباب فقام هذا الحبيب بفتحه لها، وفي الوقت الذي كانت فيه فرحة لقائها بالحبيب ظاهرة على وجهها، كان القلق والارتباك ظاهرا على وجهه، فرجف قلب شيرين وأسرعت مقتحمة الشقة لتجد ملابس نسائية وحقيبة نسائية، وتتابع شيرين أغنيتها " من النهاردة ما فيش أحزان، ما فيش ألوان" وهي بذلك تحاول اقناع نفسها بأنه لا يوجد أحزان بعد الان، في الوقت الذي بدأت فيه الأغنية بالحزن والدمعة. وتمضي شيرين أغنيتها بالقول أنه اعتبارا من اليوم لا يوجد مساحة للحب " من النهاردة حب ما فيش دا كمان"، وأنا هنا لا أتفق معها في ذلك، فاذا كان هناك حب انطفأت ذبالته، فهذا لا يعني أن يغلق باب القلب بمفتاح يلقى في أعماق المحيطات. ويظهر لنا الفيديو كليب حالة عراك ما بين شيرين والمحبوب، فيما تتابع شيرين أغنيتها بالقول " والله يعوض ع الايام وع الليالي" وعندما تهم شيرين بالخروج من المنزل تبدأ محبوبة أخرى بالصعود من الطابق السفلي في اشارة الى أنها صاحبة الملابس والشنطة النسائية، فيما تتابع شيرين أغنيتها بالقول " من النهاردة ما فيش أصحاب ما ليش أحباب" وبالتالي فهي تنطلق من الخاص الى العام، فتبدأ بالتعميم أنه لم يعد لها أي أصحاب أو أي أحباب بمعنى أنها تحول كل شىء الى ما هو ظلام دامس. وتمعن بالقول " من النهاردة قلب وحيد يا زمان" وتنهي شيرين أغنيتها بصرخة حسرة " جرحت قلبي وجرح القلوب غالي".

لقد أدت شيرين الأغنية باتقان واحساس عالي، وربما تدغدغ الأغنية وكلمات كاتبها نصر محروس عواطف مشاعر كل من تعرض لازمة عاطفية وقصة حب طواها الزمان، وربما يعجب الكثير منا لكيفية توظيف الملحن رياض الهمشري موسيقاه بما يستنهض قدرات شيرين الغنائية الكامنة.

لكنني بالمحصلة العامة أقول أنه لا يجب أن تكون هذه نهاية العالم، وأن لا يتم اسقاط تداعيات تجربة منفردة نحو التعميم بأن الحب فاشل عموما والأصدقاء ليسوا أصدقاء عموما وأن الموضوع ليس أكثر من " عابر سرير" أو عابرة سرير" وأن نفقد الثقة بكل من هو حولنا.

ان العلاقات الانسانية هي سلسلة من التفاعلات الكيميائية الممزوجة أيضا بالعزة والكرامة، وصدقت من كتبت لي ذات يوم تعليقا مروريا " ان المشاعر التي تُبنى على اساس خاطيء لا تعيش وليس فقط لا تعيش وانما تسبب الجرح والمرارة".

ومع ذلك كله، ليس لنا الا ان نمضي قدما والى الامام نحو المعادلات الموزونة والممزوجة بالحب والطمأنينة والسلام والحياة والعزة والكرامة.

بامكانكم سماع أغنية شيرين على الرابط التالي :-

http://www.youtube.com/watch?v=AEjORZ9eMgA

ليست هناك تعليقات: