الجمعة، 14 مايو 2010

ايهاب توفيق الآيام الحلوة

ايهاب توفيق :- ألأيام الحلوة

المهندس خالد بطراوي

رام الله - فلسطين

هل فعلا ما بدأ به الفنان أيهاب توفيق قائلا في أغنيته " الأيام الحلوة" أنها تأتي في ثواني؟ رغم أنها أيام ذات ساعات. وهل فعلا في زمننا الحالي أصبحت الأيام الحلوة نادرة لدرجة أنها ما " بترجعش تاني"؟

وهل فعلا أصبحنا في زمن طعم الحب قد تغير، وتحول وقت الفرح الى أقصر الأوقات بل وحتى أكبر لحظة ود وحب وصدق زمانها أصبح " قصير".

لست من المتشائمين ولكنني أتفق مع ما ذهب اليه أيهاب توفيق في مستهل أغنيته، لماذا نتحسر جميعا على الماضي، لماذا يقول كل منا أن الآيام الخوالي أفضل بكثير مما نحن عليه الان؟ لماذا نرى منطقتنا وقد غرقت في الويلات والحروب، لماذا ننهض كل صباح على سماع أخبر الآشلاء تتطاير في العراق وفلسطين ولبنان والمجاعة في السودان ودارفور وغير من بلدان العالم.

ويتابع ايهاب توفيق بالقول أننا عمدا نقوم بتحويل الحلو الى مر، ونكرر عمدا أيضا جراحناـ بل ونتلذذ بأن نجرح الآخرين ونؤلمهم ونقسى عليهم ونظلمهم، وعندما يحصل ذلك كله نجد مجموعة من التبريرات لهكذا أفعال غير انسانية.

أما الذي نحبه فاننا نتركه طواعية ونودعه، والذي من المفترض أن نمسك به في أيدينا وحدقة أعيننا نضيعه في ثواني، أما ذلك الذي سبق له وأن نسينا فهو ما يزال يعيش فينا، وهنا أختلف قليلا مع ايهاب توفيق لأنه حتى لو نسينا فيجب علينا حفاظا على نقاءنا بأن لا ننساه بل وأن نتذكره دوما بالخير وأن نفتح ذراعينا عندما يعود الى جادة الصواب. فالمسامح كريم. أما الطامة الكبرى فهي عندما يؤكد ايهاب توفيق أن الشخص الذي " يشترينا" فاننا نخدعه، وبالتالي فاننا نطبق مقولة وظلم ذوي القربي أشدد مضاضة.

وعندما نقع فريسة الشدائد فنحن أبعد ما نكون عن الحبايب، ولا نشارك الآخرين دموعهم، ونغيب في أتراح وأفراح الناس.

ويصل ايهاب توفيق الى نتيجة مفادها أنه مع تراكم كل هذه السلبيات فان حبل المودة قد انقطع، وبالتالي فقد خط الشيب شعر رأسنا بسبب هذا الظلم، وتحولنا الى زمن أصبح فيه الصدق والطيبة والحب مسائل متعبة بل ومتعبة للغاية. فنحن نزيف معنى الحب، ونضع الأغلال في أيدي الحق، أما الذي يستل سكينه ليذبحنا يسكن فينا وننتصر لذلك الذي يقوم بجرحنا.

أما الدنيا وفقا لايهاب توفيق فهي تسير والزمن يدور، وعلى متن قواربها تبحر البشرية الى لا مكان فيضيع البعض منها وتنتاب الحيرة البعض الآخر. ويقول ايهاب توفيق أن هناك بعض الناس ممن عاشوا الأحزان الشديدة، وآخرون ما زالت مسيرتهم بعيد وطويلة وشاقة، بينما هناك بعض الناس الذين ما أن تجف دمعتهم حتى تتفجر دمعات جديدة.

وفي المحصلة العامة أصبحنا في زمن حيث ذروة الألم والجراح ومع ذلك وبدلا من أن نتكاتف نتخلى عن بعضنا، وينهي ايهاب توفيق بالقول وبصورة واقعية، أن هكذا هي الدنيا التي نعيشها أنت وأنا وهذه هي حكايتنا أيضا أنت وأنا.

في أقل من أربع دقائق هي زمن الأغنية، لخص لنا ايهاب توفيق حالنا، وجاء الايقاع الموسيقي منسجما مع كلمات الأغنية، فامتاز بالايقاع بالهدوء والمتراكم ذو الحزن المتواصل البطىء.

ربما لو تركتكم مع كلمات الأغنية لوجدتم أكثر مما وجدت أنا ودفعكم ذلك كله الى الكتابة وايصال الرسالة للعودة الى انسانيتنا.

الأيام الحلوة
بتعدي في ثواني

الأيام الحلوة

ما بترجعش تاني


طعم الحب تغير

وقت الفرح صغير

أكبر لحظة ود وحب

وصدق زمانها قصير


الحلو بيتمرر

والجرح بيتكرر

نجرح نإلم نقسى

ونظلم وغلطنا بيتبرر


اللي نحبه بنودعه

واللي في إيدنا بنضيعه

واللي ناسينا عايش فينا

واللي شارينا بنخدعه


ولا في الشدة حبايب

ولا في الدمعة قرايب

كله في جرحك مرحك مرك

نارك ألمك غايب


حبل الود اتسيب

طعم الظلم يشيب

زمن الصدق وزمن الطيبة

بقت حاجة بتتعيب


معنى الحب بنزيفه

صوت الحق بنكتفه

واللي دابحنا ساكن روحنا

واللي جارحنا بننصفه


ماشية الدنيا ودايرة

فيها مراكب سايرة

ناس في مراكب ضايعة وناس

في مراكب تايهة وحايرة


ناس أحزانها شديدة

وناس سكتها بعيدة

ناس كل ما دمعتها بتدبل

تطرح دمعة جديدة


في عز ألمنا وفي جرحنا

بنتخلى عن بعضنا

وادي قصتنا، وادي حكايتنا

وادي دنيتنا إنت وانا

بالامكان الاستماع الى الأغنية على الرابط التالي :-

http://www.youtube.com/watch?v=EfUB5t6Pc_k

ليست هناك تعليقات: