الاثنين، 17 مايو 2010

سيف السويطي .... الله كبير

سيف السويطي ... الله كبير

تأملات

المهندس خالد بطراوي

فلسطين

المتأمل لاغنية الفنان سيف السويطي يستشعر سنّة الحياة وارادة الله سبحانه وتعالي، حيث يبدأ الفنان أغنيتة بعبارة " غمرتيني بلطفك ممنون" ويا حبذا لو انتشر استعمال هذه العبارة بين الناس، حيث يبدأ التعامل بينهم شيئا فشيئا بلطافة بعيدا عن الفظاظة.

ثم يتابع سيف أغنيتة بالقول " غمرتيني بلطفك ممنون انشاء بتسلم دياتك من ايديك خبزة وزيتون بتكفيني وحياتك" والصورة هنا لافطار صباحي، حيث يقفز للذهن أن الزوجة قد أحضرت هذا الفطور، وبدلا من أن تكون الاجابة " شو هالفطور" اجاب الفنان سيف عبارته التي أشدد عليها " غمرتيني بلطفك ممنون" ثم أردف قائلا " انشاء الله تسلم دياتك" وبعدها عقّب بالقول " من ايديك خبزة وزيتون بتكفيني وحياتك" بمعنى أن العلاقات بين الازواج ليست علاقات طبيخ وسرير بل هي أرقى من ذلك والطعام ليس الا وسيلة للبقاء وشحن الجسم بالطاقة اللازمة لحركته واحاسيه ومشاعره.

وهنا ينتقل الفنان سيف الى النقطة الثانية التي تعطي لنا تلميحا بأن أوضاع العائلة الاقتصادية صعبة جدا، ومع ذلك فالكلمات الطيبة هي السائدة، ويقول الفنان سيف " من بكرا بيبعث الله، يا حياتي بيبعث ألله وبتفرج قولي انشاء الله" وهنا بيت القصيد، فما بعد الضيق الا الفرج كما يقولون، وما من دابة تمشي على الأرض الا ورزقها على الله، وينبغي لنا أن نؤمن بذلك ونعقل ونتوكل على الخالق الباري.

ويؤكد الفنان سيف على معادلات الخالق بالقول " بيبعث الله كبير بيبعث للفقير، بيبعث مرات شوي بيبعث مرات كتير" ثم ينتقل للحديث عن سنة الخالق في خلق الحياة " بيبعث شمس وفيّ، بيبعث نار ومي، بيبعث ما عنده صغير، بياخذ ما عنده كبير" وهي معادلة صحيحة بالمطلق، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يوزع الأرزاق، وهو الذي خلق الليل والنهار، وهو الذي أمدنا بنور الشمس وأظلنا بظلاله، وهو الذي خلق النار وخلق ما يطفئها بلمح البصر الا وهو الماء، وهو الذي يرفع صغير الشأن ويلقي بكبير الشأن الى أسفل السافلين، وهو الذي يأخذ من ظن نفسه ذات يوم أنه كبير ومخلد، فيسقط هذا الزعيم أو ذاك وينهار هذا النظام الحديدي أو ذاك تماما كما البسكوت، وهو الذي يمهل ولا يهمل سبحانه تعالى.

ثم يتابع الفنان سيف بالقول " قولتلك هيدا الموجود واللي في قلبي ع لساني" وهذه مسألة مهمة للغاية اذا يجب أن يقتنع المرء بنصيبه في الحياة ويؤمن بالقدر خيره وشره، ويجب أن يتصرف الانسان على سجيته بمعنى أن يقول ما في قلبه لا أن يتقن صناعة الكلمات ويؤكد الفنان سيف في سياق العلاقة بالمحبوبة " أنا قلبي بحبك موعود، ما عندو غيرك تاني".

اذا لقد لخّص - بكلمات بسيطة- الفنان سيف السويطي سنة الحياة وأجاب على تساؤل هام لزميلتي الدكتورة المهندسة المعمارية اذا ما كانت الحياة عادلة أم لا.

ومن وجهة نظري فان الحياة عادلة كل العدالة لكل انسان، لانها مرور من خلال مجموعة من التجارب الناجحة والفاشلة والصعاب والسراء والضراء والأفراح والأتراح وكل ذلك يضعك أنت الانسان أمام مجموعة من الاختبارات، فاما أن تتخطاها وتستمر واقفا كالاشجار الباسقة واما أن تستسلم لها وعندها فقط تتذرع بأن الحياة ليست عادلة.

ان أعز ما يملك الانسان .... حياته فهي توهب له مرة واحدة وكما قال نيقولاي أستروفسكي ينبغي له أن يحيا على نحو لا يأسف معه على الأشهر والسنوات التي مرت ، أو أن نخجل من هذه الأشهر والسنوات لانها مرت على نحو عندما نموت فيه نستطيع ان نقول لانفسنا " ان كل حياتي، كل قوتي قد نذرت لأسمى غاية في الحياة، وهي النضال من أجل تحرر البشرية".

ليست هناك تعليقات: