الأربعاء، 19 مايو 2010

آصالة نصري ... خلاص

آصالة نصري .... خلاص

نهايات يكتبها

المهندس خالد بطراوي

فلسطين

" خلاص لا تسأل عني وعن أحوالي عن دنيتي ارحل ما عدت أنا أبالي " بهذه العبارة بدأت آصالة نصري أغنيتها " خلاص" وهي بذلك " بتجيب الحكي من الآخر" وتقول للمحبوب ( الذي كان محبوبا) رجائي الحار "بكفي" لا تسأل عني ولا تسأل عن أحوالي، ورجائي ارحل عن عالمي، فلم أعد بعد الان أبالي بأي شىء. لا أبالي اذا ما سألت أم لم تسأل، لا أبالي اطلاقا، فقط كل ما أريده أن أرتاح وأن أنسي هذه الصفحة من صفحات حياتي.

ثم تتابع آصالة وتقول "غيرت رأي فيك ... أبعد أنا مابي " – أي لا أريد - وهنا تعترف بصراحة أنه كان لها رأيا بخصوص هذا المحبوب وأنها قد غيرت هذا الرأي باتجاه رأي آخر من الواضح أنه سلبي تجاه العلاقة ما بينهما، لأنها تقول " ما أنت مثل أول محبوبي الغالي". وهنا من الواضح أن آصالة وصل بها التعب في هذه العلاقة لدرجة أنه ليس فقط رأيها قد تغير به بل أيضا انتزع الحب من داخلها فلم يعد هذا الشخص بعد الان " الحبيب الغالي".

وتفضفض آصالة لتخرج كل ما في داخلها من معاناة فتقول " يكفيني بس منك يكفيني ألم وجراح لا تسأل المجروح عن عمره اللي راح" وبالتالي فهي تقول أن جلّ العلاقة كان منصبا على أن يسبب هذا المحبوب الألم والجراح لها وأنها لم تعد تحتمل أكثر. وتضيف آصالة " ياما تحملتك وكل الخطأ مني، في خاطري شيلتك وخيبت لي ظني" وهي بذلك تعرض لنا شدة معاناتها وتحمل نفسها الخطأ كل الخطأ بأن صبرت طيلة هذه المدة.

ثم تنهي آصالة أغنيتها بصرخة مدوية " خلاص" بمعنى أنها لم تعد تحتمل أكثر وأنها وصلت الى مرحلة من المعاناة لدرجة أنه لم يعد "يفرق معها أي شىء" ثم ومن أعماق أعماقها تكرر خلاص خلاص لا تسأل".

وهنا يفكر المرء هل من الممكن أن يصل أنسان في داخله الى هذه الدرجة من الرغبة الجامحة في طي صفحة من صفحات حياته، وما الذي فعله هذا المحبوب كي تبلغ ذروة التأزم درجة "خلاص"، هل عاملها هذا الشخص بانتهاك لانسانيتها، وكرامتها؟ هل نظر اليها فقط على أنها طباخة البيت، ومربية الأولاد ومتاع السرير، هل جرح قلبها وعقلها، وهل وهل وهل .... ؟

اذا ما وصل المرء ذكرا كان أم أنثى الى هذه الصرخة القائلة "خلاص" فانه بذلك يقول " لقد استسلمت، لم أعد أقوى على المزيد" ولا بد أنه في داخله قد وزنها صحيحا بين أن يستمر في تقبل الاهانة تلو الأخرى أو أن يقف متحديا نفسه أولا ثم المحبوب ثانيا قائلا " خلاص – لحد هون وبس"، ولن ينفع الاعتذار أو التبرير أو أي شىء لوقف هذه " الخلاص".

ومع ذلك كله أيها الأحبة فان "خلاص" هاي لا تأتي دون مرارة، وانما هي تعبير صادق عن حب كبير لعلاقة كان يتوجب وقفها في وقتها كي لا تتردى الى الدرك الأسفل وكي يبقى على الاقل الحد الدنى من ذكرى طيبة.

يقول الكاتب الداغستاني رسول حمزاتوف أنه يروى عن الجبليين قولهم " اذا ما انتطيت خنجرك فاضرب لكي تطعن به الفارس والفرس معا ... ولكن احذر فان حده قاطع" وأنا بدوري أقول أن صرخة آصالة " خلاص" هي تماما كمن يستل خنجره ليطعن الفارس والفرس معا، فالصرخة تطعن الحبيب المحبوبة معا، ولكنها طعنة لا بد منها.

بالامكان الاستماع الى أغنية آصالة على الرابط التالي:-

http://www.youtube.com/watch?v=IJt5WTctsyg

هناك تعليق واحد:

nihaya abu rayyan يقول...

رؤيتك لهذه الكلمات موجعة يا سيدي، فأقسى الكلمات ما بين العشاق هي كلمات الفراق "خلاص"، والتي قد تجر في اذيالها لحظات العشق صريعة ما بين الاهواء، لكن حبذا لو نوهت الى كلمة "خلاص" حينما يوجهها الرجل في وجه الانثى كصفعة لا تعرف طريقها ولا يكون لها اي اساس سو اساس التشرذم وتقلبات الاهواء، مع انني اعلم جيدا انه قد يكون للفراق كما يكون للحب احيانا سلطة لا تقدر على تقديم اي تفسير لتساؤل لماذا؟!... مشكور استاذ خالد على احساسك العبق الراقي