الأربعاء، 31 مارس 2010

وائل جسار .... بتوحشيني

وائل جسار بتوحشيني

المهندس

خالد بطراوي

رام الله - فلسطين

على ايقاع الحان موسيقية شبة هادئة نظمها الملحن وليد سعد يردد الفنان وائل جسار كلمات نبيل خلف وهو في قاعة المغادرين في احدى المطارات حيث تبدو عليه علامات الحزن، فيما يتقدم نحو أحد الأشخاص طفل فيفتح ذراعيه لاحتضانه بينما نشاهد صورة الزوجة المغادرة.

وهنا تبدأ الحكاية فهي حكاية فراق بعد زواج وربما حب عاصف، وتبدأ الكلمات بالانسياب " بتوحشيني وقلتلك بس خايف أسألك أنا بوحشك لما بغيب وفرحت لما ارجعتلك".

وهنا سؤال واضح لا لبس فيه، اذ يقول وائل جسار أنه يفتقدها ويؤكد ذلك لكنه في ذات الوقت يتساءل ، هل هذا الشعور متبادل؟ بمعنى هل تفتقده هي عندما يغيب وهل تفرح لعودته؟ ويقفز للذهن فجأة هذا السؤال " لماذا يخشى وائل جسار أن يسأل؟" هل بسبب ضعف منه؟ أم بسبب خوف حقيقي من بطش المحبوبة أم لأي سبب آخر؟ باعتقادي أنه يخشى السؤال كي لا تصدمه الاجابة التي تقول " أنت يا وائل لا توحشني وأنا لا أفتقدك عندما تغيب".

وحتى لو قالت له "نعم بتوحشني وأفتقدك عندما تغيب" فهو يطلب أكثر من ذلك اذ يقول " المشاعر مش كلام، نفسي أحس بالاهتمام" ويريد أن يستشعر هذا الاهتمام ولو لمرة واحدة في حياته حتى ولو كان هذا الاهتمام منها مجرد أحلام وفقط في منامها " طمنيني مرة واحدة انشاء الله حتى في المنام".

وهنا واضح لنا أنه يشكك في مدى هذه الوحشة وهذا الافتقاد لدرجة أنه حتى لو كان هذه المشاعر لديها في المنام "وليس في الحقيقة" فانه سيكون مسرورا لأنه شعر بها ولو لمرة واحدة. وهذا بالتالي يقودنا الى الغوص في أعماق أعماق النفس الانسانية لمعرفة أن العلاقات الانسانية ليست مجرد القاء خطب وكلمات وعبارات "كليشيهات" جاهزة كما منشيتات الصحف وانما احاسيس ومشاعر عميقة تنبع من قلب القلب.

ويقول وائل جسار أنه كان يشعر في الماضي أن " ضي عيني كان مرايتك" أي انها كانت ترى نفسها من خلال الضوء المنبعث من عينيه، وكانت عيونه تروي حكايتها، لدرجة أنه كان يرى من خلالهما " بدايته ونهايته" ويقول "مستحيل أنا كنت أنسى أي همسة" لدرجة أن أية كلمة قالتها له حفرت حفرا في قلبه.

ويتابع وائل جسار استفساراته المتعبة بالقول " أنا دايما أسأل في الغياب والسؤال دايما ما لهوش غير جواب، نفسي أعيش لحظة فرح لما أحضنك من غير عتاب " ويصل الى ذروة تمنياته بالقول " صدقيني اتكلمي واتعلمي ازاي تحلمي ، بصي في عيوني بحنان وساعتها بس هتفهمي" فينطلق الى فكرة الحب الحالم دوما المحلق نحو ما هو جديد وما هو مصدر للتواصل الانساني بعيدا عن هموم الحياة والدنيا.

باختصار وائل جسار يقول أنه يتوجب عل المرء ذكرا كان أم أنثى أن يجيب لذاته على مجموعة من الأسئلة تتعلق بالطرف الآخر وعندها فقط تصبح المشاعر من أعماق الأعماق وليس مجرد شذرات كلامية وخطب رنانة.

بالامكان الاستماع الى الأغنية على الرابط التالي :-

http://www.youtube.com/watch?v=IQJgJMHIGHA

ليست هناك تعليقات: