الأحد، 7 مارس 2010

ماجدة الرومي - كن صديقي

في يوم المرأة العالمي

ماجدة الرومي .... كن صديقي

اضاءات

المهندس خالد بطراوي

رام الله – فلسطين

في الثامن من آذار من كل عام تحتفل البشرية بيوم المرأة العالمي. وقد يمر البعض مرور الكرام أمام مناسبة هذا اليوم، فيما يستهتر البعض الآخر أو يتحدثون باستخفاف عن أهمية هذا اليوم. ولكن الحقيقة الدامغة التي لا يمكن أن ينكرها أحد أن اتخاذ قرار باعتماد هذا اليوم كيوم للمرأة العالمي لم يكن حصيلة لقاء في " صالون سياسي" أو " ترف فكري" بل نتيجة نضال للمرأة، وتحديدا في مصنع للنسيج في الولايات المتحدة عندما أعلنت النساء العاملات الاضراب المتصاعد يوميا اعتبارا من 28/2/1908 احتجاجا على ظروف العمل السيئة وتدني الأجور. ومع تفاعل الأحداث المتعلقة بالاضراب والرضوخ لمطالب العاملات آنذاك توّجت جهود الحركة النسائية العمالية آنذاك باعتماد الثامن من آذار يوما عالميا للمرأة.

ومن هنا يجب أن لا يمر هذا اليوم مرور الكرام، بل يتوجب التوقف عنده بوصفه حدثا نضاليا طبقيا متميزا يضع النقاط على الحروف بالنظر الى المرأة ليس بوصفها " نصف المجتمع الجميل" فقط بل ونصف المجتمع بكافة تفاعلاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية.

وفي هذا اليوم تحديدا تستوقفني أغنية الفنانة ماجدة الرومي "كن صديقي" ويستوقفني فيها أكثر ما يستوقفني عبارة " فلماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي" لان ذلك هو لب الموضوع. اذا علينا أن نكف عن النظر الى المرأة بوصفها "جسدا" بل علينا أن نرتقي بذهنيتنا وذهنية الأجيال اللاحقة ونرى المرأة الانسانة بعقلها وفكرها وخلجاتها وانفعالاتها وأحاسيها وأحزانها وأفراحها.

لذلك كله بدأت ماجدة الرومي أغنيتها بالقول " كم جميل لو بقينا أصدقاء فان كل امرأة تحتاج الى كف صديق" وتتابع فتقول " كن صديقي" بمعنى حتى لو اختلفنا في الرأي حتى لو افترقنا لسبب ما فلماذا لا نبقى أصدقاء، ولماذا أيها الذكر لا تدرك حقيقة الحاجة الى " كف صديق". وتقول ماجدة الرومي أيضا أن " هواياتي صغيرة واهتماماتي صغيرة وطموحي أن أمشي ساعات معك تحت المطر" ولكن متى هذا المسير؟ عندما تكون هي بأمس الحاجة لهكذا مطر وتحديدا " عندما يسكنني الحزن ويبكيني الوتر". ولاحظوا هنا التعبير " عندما يسكنني الحزن" بمعنى عندما تتشرب المرأة الحزن من رأسها الى أخمص قدميها وعندما تدمع عينها لمعزوفة موسيقية، عند تلك اللحظة أيها الأحباب فانها تحتاج الى " كف صديق".

وهنا تنتقل ماجدة الرومي الى التساؤل المهم وهو بيت القصيد " فلماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي" وتتابع أغنيتها قائلة " أنا محتاجة جدا لميناء سلام" ولاحظوا هنا أيضا التعبير "ميناء سلام" فالحاجة ليست هنا حاجة عابرة، هي حاجة باخرة عملاقة جاهدت طوال الأيام وربما الأسابيع أو الأشهر أو السنوات السابقة وهي تمخر عباب المحيطات وآن لها أن ترسو في الميناء وترتاح، بمعنى أن ماجدة الرومي تتحدث عن "استراحة المحارب" اذا أن ماجدة الرومي متعبة " من قصص العشق وأخبار الغرام".

وبلهجة آمرة تدعو ماجدة الرومي ذلك الانسان الى أن يتكلم وتشدد على ذلك أكثر من مرة " تكلم تكلم تكلم، فلماذا عندما تلقاني تنسى نصف الكلام، أنا محتاجة جدا لميناء سلام، فلماذا تهتم بشكلي، ولا تدرك عقلي" وتختم ماجدة الرومي أغنيتها بالطلب وبالحاح لأن يكون الذكر " صديقي" فليس " في ألامر انتقاص من الرجولة" لتصل الى نتيجة حقيقية (من وجهة نظري) وهي " أن الشرقي لا يرضى الا بادوار البطولة".

اذا أغنية ماجدة الرومي بكلمات بسيطة ولكنها مكثفة تقول لنا أولا أن المرأة ليست " جسدا" وأنها بحاجة دوما الى "كف صديق" وأنه يجب ينظر الى "لعقلها" وأنها مطلبها هو بسيط للغاية " ميناء سلام" وأن التعامل معها وفقا لهذا السياق " لا ينتقص من الرجولة" وأن الذكر عليه أن يتخلى عن " ادوار البطولة".

وما أقوله أنا لماجدة الرومي " بوركت" فقد لخصت احدى المعادلات الصعبة بكلمات بسيطة، لكنني أضيف أيضا أن الحاجة الى " كف صديق" لا تقتصر فقط على المرأة بل يحتاجها الرجل أيضا.

وعودة على بدء، الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، حيث أذكر أغنية نضالية عراقية يقول مطلعها " للمرأة غنواتنا والها محباتنا كلنا نغني نغني ونناضل ايد بايد". اذا معا نحو المستقبل.

نون النسوة عظيمة فكل عام وأنتن بخير وسيأتي ذلك اليوم الذي لا يكون هناك اجتراح للمأثرة والبطولة الفردية اللهم الا عندما تكون في سياق حركة المجموع.

بامكانكم الاستماع الى أغنية ماجدة الرومي على الرابط التالي :-

http://www.youtube.com/watch?v=R2KpVmdOv68

ليست هناك تعليقات: