السبت، 4 أكتوبر 2008

هل فعلا يقوم الحبيب بالوقوف في وجه الريح؟

هل فعلا يقوم الحبيب بالوقوف في وجه الريح؟
بقلم
المهندس
خالد بطراوي
فلسطين

بكل تأكيد يبدأ المطرب هاني شاكر أغنيته قائلا " لو بتحب حقيقي صحيح ... كنت وقفت بوجه الريح" ثم يتابع مخاطبا المحبوب " كنت ما سيبتش قلبي جريح وسط النار". وبالتالي عليكم أن تتصوروا المشهد، ربما حريق في منزل، أو في غابة، أو حادث سير أدى الى اشتعال نار بينما هاني شاكر – لا سمح الله – محشور بين حطام السيارة في الوقت الي يفر الحبيب فيه من خارج السيارة " اللهم الا نفسي".

ولكن الصورة تتجلى بوضوح أكثر فليست الحوادث هي ما ذكر أعلاه لأن هاني شاكر يقول " لو كان قلبك لسه برىء تحكم ظلم ازاي في برىء وتسيب قلبي لوحده غريق في التيار " وهنا ننتقل الى الصورة الثانية في الأغنية حيث نتصور أن الحبيب الذي – على ما يبدو – كان ذو قلب برىء - ثم انقلب وأصدر حكما على هاني شاكر الذي يعتبر نفسه البرىء مما تم توجيهه اليه من تهم.

ثم ينتقل هاني شاكر الى الملامة قائلا " لو بتحب حقيقي بقلبك …كنت عرفت تخاف على حبك" وهنا يعطي قاعدة مهمة أن من من فعلا يحب بقلبه يخشى ويخاف على الطرف الآخر لأنه هو قلبة وعقله ورئتيه. ويتابع هاني شاكر لو حصل هذا الخوف فعلا لرأيت المحبوب يهرع للارتماء في أحضان الحبيب و " مش في دقيقة تروح تنساني بدون أعذار ".

وتأتي الصورة الثالثة في الأغنية عندما يشكك هاني شاكر في صدق حب هذا الحبيب له قائلا " لو حبتني ما كنتش تقدر تجرح قلبي في حبك أكثر" وذلك عندما كان هاني شاكر ينتظر " بدموع على بابك" ويتركه يعيش في عذابه " ليل ونهار".

وييدأ هاني شاكر في الملامة قائلا " اتحملت معاك فوق طاقتي … كان اخلاصي هو خطيئتي … كان احساسي انك مش ليا …صدمة حقيقي كبيرة عليا …كان احساسي بغدرك بيا …كله مرار". وهنا يبدأ الاختلاف مع المطرب هاني شاكر لأنه كان يحب بصدق وحتى لو اكتشف أن هذه المحبوب لم يكن يحب وربما كان " يتسلى" الا أن هاني شاكر المحب الفعلي يجب أن لا يلوم نفسه ويقول أنه تحمل أكثر من طاقته، ويلوم نفسه لأنه كان مخلصا وأنه قد صدم عندما أدرك أن هذا الحبيب ليس له". من يحب فعلا بأصالة لا يتأثر في موقفه من الحب حتى لو اكتشف عدم جدية الطرف الآخر.

وتنتهي الأغنية بصورة مأساوية عند هاني شاكر حيث يقول " لو حبتني كنت تضحي ... كنت ما تتسببش فى جرحي ... كنت ما تقتلنيش فى عواطفي كنت … رحمتني لحظة ضعفي… كنت وقفت معايا فى صفي ... وأنا بنهار وأنا بنهار وأنا بنهار". أولا لماذا يجب على هاني شاكر أن ينهار وثانيا لماذا كان عليه أن يتوقع أن يقف هذا الحبيب الذي خذله الى جانبه لحظة انهياره طالما أنه فعل به كل ما فعل؟

أما النقطة الأهم في الوجدان العربي فهي تتعلق بأننا نضع دائما الملامة على الطرف الأخر، ونتحدث عن عذاباتنا نحن، لكن لماذا لا نتحدث عن عذاباته هو وماذا حل به؟ ولماذا لا نستمع الى وجهة نظره قبل أن نحكم عليه ولماذا لا نعطي أنفسنا تلك الضرورة لأن نستمع الى الطرف الآخر؟

فقد حضر الى مجلس الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – رجلا وقد سالت الدماء من عينه. فسرد ما حصل معه من أن رجلا قد اعتدى عليه. فثار من بالمجلس طاليبين بانزال أقسى العقوبة بالمعتدي متعاطفين مع هذا الرجل. فقال عمر بن الخطاب " ويحكم، مهلا، انتظروا فربما يأتيني الرجل الآخر وقد سالت الدماء من عينيه الاثنتين".

هي دعوة للتأمل مع كلمات الأغنية
لو بتحب حقيقي صحيح
كنت وقفت فى وش الريح
كنت ما سيبتش قلبي جريح
وسط النار
لو كان قلبك لسه برئ
تحكم ظلم ازاى فى برئ
وتسيب قلبي لوحده غريق
فى التيار
لو بتحب حقيقي بقلبك
كنت عرفت تخاف على حبك
كنت ما تترددش ثواني
انك تسكن بين احضاني
مش فى دقيقة تروح تنساني
بدون اعذار
لو حبتني ماكنتش تقدرتجرح قلبي
فى حبك اكتر
اكتر ما تحملت عذابك
واستنيت بدموع على بابك
يبقى نصيبي اعيش فى عذابك
ليل ونهار
اتحملت معاك فوق طاقتي
كان اخلاصي هو خطيئتي
كان احساسي انك مش ليا
صدمة حقيقي كبيرة عليا
كان احساسي بغدرك بي
اكله مرار

لو حبتني
كنت تضحي
كنت ما تتسببش فى جرحي
كنت ما تقتلنيش فى عواطفي
كنت رحمتني لحظة ضعفي
كنت وقفت معايا فى صفي
وأنا بنهار وأنا بنهار وأنا بنهار

ليست هناك تعليقات: