السبت، 12 يونيو 2010

صور من البوم جندي

صور من البوم جندي

قصة يرويها قبل نهايتها

المهندس

خالد بطراوي

رام الله - فلسطين

الصورة الأولى في الألبوم

- يا آفي ... مهمتك بسيطة، ستكون أول من ينزل على ظهر الباخرة، عليك أن تمّهد لنزول باقي الجنود عليها.

- الهدف هو السيطرة الكلية على هذه الباخرة اللعينة.

- ولكن، ماذا اذا واجهت مقاومة؟

- أنت من يسأل ذلك، الجواب معروف استخدم القوة.

- الى أي حد؟

ابتسم الجنرال وغادر الغرفة مرددا "غدا يوم الأبطال، غدا يوم ألأبطال".

الصورة الثانية في الألبوم

- أماه يا أماه، لن أتمكن من الحضور هذا الأسبوع لدينا بعض المهام.

- ليحفظك الله يا ولدي.

- سلامي للجميع

الصورة الثالثة في ألألبوم

ها أنا فوق الباخرة اللعينة، أنزل هذه اللحظة من المروحية بالحبل، أرى في الأسفل مجموعة من الأشخاص تتحرك على دكة الباخرة، ما العمل ليس أمامي الا أن أواصل النزول، هذه هي الأوامر. لا أستطيع آصلا الصعود والتراجع، فان فعلت، أولا سيزيدون في انزال الحبل ولن أتمكن من الصعود، وثانيا سيعتبرونني قد عصيت الأوامر العسكرية، وثالثا سيكون مصيري السجن والعار.

سانزل اذا فليس لي أي خيار آخر.

الصورة الرابعة في الألبوم

أنا اطلق الرصاص الان، أراهم يسقطون أمامي، أحدهم ابتسم لي قبل أن أعالجه برصاصة، لماذا ابتسم هذا اللعين لا أعرف.

المهم سيطرنا على الباخرة، وأسمع الصرخات والتأوهات والدماء من حولي في كل مكان.

الصورة الخامسة في الألبوم

أنا في القاعدة العسكرية، جميعهم يربتون على كتفي والجنرال يعدني بوسام ولكن فيما بعد عند انتهاء الضجة الاعلامية حول أحداث الباخرة.

الصورة السادسة في الألبوم

في البيت والدتي تبكي وتضمني اليها بقوة. قالت كلاما لم أفهمه، هي تبكي لأنني عدت سالما وفي ذات الوقت تبكي على من قتل من ركاب الباخرة، شقيقتي أسرعت الى المرحاض وتقيأت، لماذا لا أعرف حتى هذه اللحظة.

الصورة السابعة في الألبوم

أنا بطل أو جبان رعديد لا أدري، أنا قاتل أم مدافع عن الوطن لا أدري، أنا مفعم بالانسانية أو مجرد منها لا أدري.

الذي أدريه أنني منذ أن نزلت من حبل المروحية تحولت الى مجموعة من التناقضات يرافقها بكاء والدتي وتقيوء شقيقتي المتواصل ولغاية الان لا أعرف لماذا ابتسم لي ابن اللعينة قبل أن أطلق الرصاص عليه فأقتله.

الصورة الأخيرة في الألبوم

ماذا سيحصل لي لاحقا، لا أدري.

13/6/2010

ليست هناك تعليقات: