السبت، 30 يناير 2010

اليسا مصدومة

اليسا مصدومة

بقلم المهندس

خالد بطراوي

رام الله - فلسطين

تبدأ اليسا أغنيتها مصدومة باعلامنا جميعا بأن هذا الحبيب المزعوم قد تمادى كثيرا حيث أخذ في مهاجمتها بعبارات صريحة تمس الأذن وتجرح المشاعر بدءا بتوجيه الشتائم وانتهاءا بالتصريح العلني أن اليسا لم تعد تلزمه في حياته. ويمعن هذا الحبيب المصطنع في تبرير هجومه بالقول أن مشاعر اليسا تجاهه باردة وبالتالي فهي لم تعد تلزمه.

بيقول في حقي كلام كتير مش حلوه ليه
بيقول مليش لازمه في حياتو من النهارده
وعشان مهوش عارف يقول بغلط في ايه
بيقول تعب مني عشان مشاعري بارده

ولاحظوا هنا دقة الوصف الذي تسوقه اليسا في أغنيتها عندما اعتبرها هذا الحبيب المصطنع " أنها لم تعد لازمة له في حياته" وكأن علاقته معها هي علاقة منفعة ليس أكثر، لا يحكمها مشاعر وأحاسيس. وبالتالي فان الشخص الذي يتحدث عن محبوبته وفقا لهذا السياق (وكأنها سلعة) تلزمه أو لا تلزمه، هو فعلا غير قادر على فهم كيمياء العلاقات الانسانية التي تعتبر المحبوب الأوكسجين الذي يتنفسه.

وتتابع اليسا وضوح الرؤيا في أغنيتها وتعلن موقفها الواضح والصريح القائل بأنها بشر، والبشر يخطئون، وليس لديها أي مانع أنه لو وجد هذا الحبيب المصطنع أية عيوب فيها أن يقول للناس عنها، لكنها في داخلها تتأذى لأنه أولا ليس طفلا أو صغيرا كي يكيل الشتائم وينشرها هنا وهناك، وثانيا كي يهبط الى هذا المستوى في تقزيم العلاقات الانسانية.

لو في عيب مش عيب يقول للناس عليه
ويحاكي في مهو مش صغير على الكلام دا

ولهذا كله، ولأجل أشياء أخرى تعتمر في داخل اليسا، تقول أنها مصدومة لدرجة انها تعجز عن النطق و/أو الرد. وهنا قد يبدر للبعض أن عدم قدرة اليسا على الرد هو ضعف منها لكنها تقول أنها مصدومة لأجله هو ، لأنه انحدر الى الدرك الأسفل، فأصبح شكله ( أي صورته) في عينها " مش ولا بد" . ولاحظوا هنا أنه رغم ما كال لها من تجريح شخصي، احترمت اليسا ذاتها أولا بأن التزمت فقط بالتصريح أن صدمتها نبعت فقط لأن صورته في داخلها قد تشوهت، وبالتالي فقد نأت وترفعت عن التعامل بردة فعل وشن هجوم مضاد كما يفعل البعض، فحافظت على نقاء داخلها.

مصدومه بجد ... ومش بنطق ولا عارفه ارد
مصدومه علشان شكله في عيني بقى مش ولا بد


ثم تمعن اليسا الرائعة وتقول ما فائدة الكلام، عندما يتكلم أحدنا عن الآخر، والى ماذا نصل، واذا ما واصلنا " الردح والردح المضاد" ماذا اذا سيتبقى "للرغايين" أن يتحدثوا، خاصة واننا في مجتمع يطرب فيه الناس لنقل الحكايات والأقاويل والقصص.


لو طول الوقت حنفضل نتكلم على بعض

حنخلي ..
ايه للغُرب عشان يحكو في..

وتتراكم الصدمة لدى اليسا فتتساءل مستنكرة كيف يستطيع هذا المحبوب المصطنع أن ينسى جملة الأعمال التي نفذتها لأجله وكيف له أن يهدم كل ما هو جميل لديها، وتصرخ اليسا في داخلها غير مصدقة وتقول " معقول يا ناس أنني أصبحت قبيحة في عينيه، وأن كل عيوب الدنيا لديّ"


ازاي بينسى علشانه ياما عملت ايه
بعد لما هدم كل حاجه حلوه عرفها فيّ
معقول بقيت دلوقتي مش حلوه في عينيه
معقول كمان كل العبر طلعها فيّ

وتقول اليسا أنه طالما اختار هذا الحبيب المصطنع طريق الفرقة فيا " رايح كتر ملايح " كما يقولون باللغة العامية، أو " الكلمة المنيحة طالعة والكلمة العاطلة طالعة" فلماذا لا يذكر أحدنا الآخر فقط بالخير؟ وماذا يخسر الانسان لو فعل كذلك؟


بالخير انا من يومي بتكلم عليه

وحيخسر ايه لو بالخير اتكلم عليا
مصدومه بجد ... ومش بنطق ولا عارفه ارد
مصدومه عشان شكله في عيني بقى مش ولا بد

ما غنّته اليسا في أغنيتها "مصدومة" عميق للغاية، فقد حافظت على نقاء ذاتها، وترفعت من أن توجه أية شتيمة ( أو كلام غير حلو) بحق هذا الحبيب الذي غادرها. وأظهرت قوة حبها وتعمدت أن تظهر محاسن هذا الحبيب وتتغاضى عن سلبياته، وسعت أن تحفظ ذكرى عطرة عن قصة حب لم يكتب لها النجاح، واحتفظت بالصدمة في داخلها علّها تستوعب ذات اليوم تلك الحقيقة التي تقول أنه " أصبح في عينها مش ولا بد".

ويمكن الاستماع الى الأغنية على الرابط التالي :-

http://www.youtube.com/watch?v=ItvjeP3rwEw&feature=related

وأترككم مع كلمات الأغنية

مصدومة

بيقول في حقي كلام كتير مش حلوه ليه
بيقول مليش لازمه في حياتو من النهارده
وعشان مهوش عارف يقول بغلط في ايه
بيقول تعب مني عشان مشاعري بارده

لو في عيب مش عيب يقول للناس عليه
ويحاكي في مهو مش صغير على الكلام دا

مصدومه بجد ...

ومش بنطق ولا عارفه ارد
مصدومه علشان شكله في عيني بقى مش ولا بد

لو طول الوقت حنفضل نتكلم على بعض

حنخلي ايه
للغُرب عشان يحكو في

ازاي بينسى علشانه ياما عملت ايه
بعد لما هدم كل حاجه حلوه عرفها فيّ
معقول بقيت دلوقتي مش حلوه في عينيه
معقول كمان كل العبر طلعها فيّ

بالخير انا من يومي بتكلم عليه

وحيخسر ايه لو بالخير اتكلم عليا
مصدومه بجد ... ومش بنطق ولا عارفه ارد
مصدومه علشان شكله في عيني بقى مش ولا بد

ليست هناك تعليقات: