الجمعة، 29 يناير 2010

اليسا تنتصر للمرأة

اليسا تنتصر للمرأة

بقلم

المهندس خالد بطراوي

رام الله - فلسطين

في جديد اليسا " من غير مناسبة " وعلى ايقاع هادىء يتشرب المرارة تبدا اليسا أغنيتها بالقول " من غير مناسبه وبمناسبه بيقابلني بيجيلي يستغلب عليّا وبيحايلني " وهي تشير بذلك الى أن من كانت تحب يحاول " بالطول أو بالعرض" أن يلتقيها.

لكن المشكلة أيها الكرام، أن اليسا تؤكد لنا أنه مهما اعتذر لها فهي في داخلها مجروحة وأيما جرح، لأن هذا الحبيب كان قد طعنها طعنة قاتلة في كبريائها فتقول اليسا " وبيعتذرلي كتير وانا مهما اعتذرلي ، مش هنسى انو في كبريائي كان قاتلني ". وتتابع اليسا فتقول أنها غير قادرة على أن تسامح " معدش ينفع اسمحو ع اللي عملو فيّا".

وهنا قد يتساءل المرء، ولكن ماذا عمل هذا الحبيب المصطنع ، فتعوداليسا لتزيد من فضولنا وتقول أنها لا تستطيع مسامحنه حتى لو جاء وجثى عند قدميها – تماما كما الأفلام الهندية- " لو يجي يتاسفلي والا يبوس ايديا".


ونصل هنا الى مرحلة الفضول القاتل ( وهو حاد بالمناسبة عند البعض) ، ونقول لأنفسنا " ولو يا اليسا شو القصة؟" فتقول اليسا وبمرارة وعلى ايقاع لحن حزين للغاية " بعد النهارده ازاي انا على نفسي ارضى ارجع لحد قدر يمد ايديه عليا ".

وهنا تحديدا نصمت، بل نضع أيدنا على وجنتينا وتجحظ أعيننا لاننا ندرك أن ما حصل هو فعلا طعنة قاتلة للكرامة الانسانية للمرأة كانسان وللمرأة كمرأة.

ولكن قد "يتفلسف " أحدهم ويقول " بسيطة" وهو بذلك يبرر للرجل هذا الأسلوب غير الحضاري تحت مختلف المسميات، لكن اليسا تسارع بالقول " مش هقدر اتهاون واشوف حاجه اسمحو بيها لازم اللي يغلط غلطه يتحاسب عليها أصل اللي يتهاون في جرح كرامته مرّه يستاهل انو يتجرح ميت مره فيها". عندها يتوقف هذا " المتفلسف " عن التبرير فقد قطعت اليسا " قول كل خطيب" كما يقولون.

وهنا أيها الأحبة " بيت القصيد" اذ تقول لنا اليسا بكل بساطة "من يهن يسهل الهوان عليه " لأنها حاولت جاهدة في داخلها أن تلتمس له عذرا، حاولت أن تجد ما يبرر فعلته بضربها، حاولت وحاولت في داخلها لكنها فشلت لانه صعب عليها أن تنكسر في كرامتها لذلك انتصرت لها، بل وأيما انتصار.

وتعود اليسا وتكرر وكأنما تقول لنا " في الاعادة افادة"

معدش ينفع اسمحو ع اللي عملو فيّا
لو يجي يتاسفلي ولا يبوس ايديا
معدش ينفع اسمحو ع اللي عملو فيّا
لو يجي يتاسفلي ولا يبوس ايديا

بعد النهارده ازاي انا على نفسي ه ارضى
ارجع لحد قدر يمد ايديه عليا

ما اريد أن أقوله هنا أيها الأحبة، أننا أصبحنا نجد أسلوبا جديدا في الأغاني العربية الحديثة يخرج عن النمط المألوف ذلك النمط الذي كان يصور الحبيبة ( أو الحبيب ) وقد نسى كل شىء – حتى كرامته - لأجل المحبوب. أصبحنا نجد أن المرأة في الأغاني الجديدة أصبحت تنتصر لكرامتها، وأصبحت أكثر تعبيرا وبصراحة عن جملة الأمور التي تجول في داخلها كانسانه من حقها أن يكون لها تلك المشاعر الرقيقة الممزوجة مزجا بالكرامة والعزة والانسانية والانوثة وكأنها تقول لنا " لا تسقني كأسٍ الحياة بذلة بل اسقني بالعز كأسٍ الحنظل".

جديد اليسا يخاطب الرجل أكثر من مخاطبته للمرأة ويبلغة رسالة واضحة، بل وواضحة جدا تقول أن المرأة انسانة بكل معنى الكلمة وأن اسلوب الضرب هو اسلوب غير حضاري ومرفوض لما يحمله من طعنة للكرامة والكبرياء والانوثة والجمال وكل شىء، وتذكراليسا دوما الرجل بالقول " أيها الرجل أن قوة الله العظمى في النسمة الرقيقة وليس في العاصفة".

ولكن دعونا نعيد عليكم كلمات الأغنية التي بالامكان الاستماع اليها على الرابط التالي :-

http://www.youtube.com/watch?v=YpKE9_U1J00&feature=related

من غير مناسبه

من غير مناسبه وبمناسبه بيقابلني
بيجيلي يستغلب عليّا وبيحايلني

من غير مناسبه وبمناسبه بيقابلني

بيجيلي يستغلب عليّا وبيحايلني

وبيعتذرلي كتير و انا مهما اعتذرلي
مش هنسى انو في كبريائي كان قاتلني
معدش ينفع اسمحو ع اللي عملو فيّا
لو يجي يتاسفلي ولا يبوس ايديا
معدش ينفع اسمحو ع اللي عملو فيّا
لو يجي يتاسفلي ولا يبوس ايديا

بعد النهارده ازاي انا على نفسي ه ارضى
ارجع لحد قدر يمد ايديه عليا

مش هقدر اتهاون واشوف حاجه اسمحو بيها
لازم اللي يغلط غلطه يتحاسب عليها
اصل اللي يتهاون في جرح كرامته مرّه
يستاهل انو يتجرح ميت مره فيها

ليست هناك تعليقات: